اسألوا أهل الذكر

الأربعاء، ٥ ديسمبر ٢٠٠٧

وقفة مع إخوان الأردن

الناظر المتأمل لأنظمتنا العربية الغاشمة وسياساتها يرى أنها تبذل الغالي والنفيس لتغييب شعوبها وإلهائهم عن مجريات أمورها ؛ لكي تتمكَّن من الاستمرار جاثمةً على صدور شعوبها، متحكمةً في مصائرها ومسيطرةً على رءوس أموالها، تنفقها كيفما تشاء دون رقيبٍ عليها.

فلا تكل وسائل إعلامها من تغيير الحقائق وقلبها ؛ فتزوير الانتخابات والبلطجة عندها "تجاوزات" ،وكل حريص على وطنه "محظور" .. حتى صارت أبواقها الإعلامية تهون عظائم الأمور .

ولا نجد هزيمة إلا ووجد لها مبرراََ وعذرا ََ.. فهزيمة 67 أسموها نكسة .. وصفر المونديال أسموه صدمة .. وغرق العبارة أرجعوه إلى نقص ثقافة الركاب وكذا غرق "معدية" أسوان لسوء استخدام الركاب .

قمم عربية ومؤتمرات لا أجد لها مسمى ينعت مهازلها تسمى بأبهر الأسماء وكأنها حلت كل مشاكل العروبة .

ونتيجة لذلك فإن هذه الأنظمة الدكتاتورية حينما تتخذ القرارات المصيرية -دون تخطيطٍ أو دراسة- فلا يأتي من ورائها إلا الهزائم والانكسارات والتي تنقلب بفعل السحر الإعلامي أو الإعلام الساحر والمبررات والتحليلات إلى انتصاراتٍ وفتوحات.

في ظل هذا الزيف وكل تلك الخدع .. جاء قرار "مجلس شورى جماعة الإخوان بالأردن" ليلقنهم درسا في معاني الحرية ،ويوضح كيف تدار العملية السياسية ،كيف يقول المخطئ أنا أخطأت ويتحمل فعلته بكل شجاعة .

حين حل المجلس نفسه بعد نحو عشرةِ أيامٍ من انتخاباتٍ نيابيةٍ لم يحقق فيها مرشحوا الحركة الإسلامية ما كانوا يصبون إليه من نتائج.

كم كان من اليسير أن يخرج الإخوان بالأردن بتصريحات في وسائل الإعلام المختلفة يبرزون كل ما حدث من تزوير وشراء أصوات ، وكم كان من اليسير أن يخرجوا بمظاهرات تندد بما تم من تجاوزات ، أو أن يقيموا الندوات والملتقيات .

إلا أنهم أبوا إلا أن يعلموا الجميع درسا في المسئولية وتحمل تبعات القرار وحلوا المجلس بأنفسهم على أن تجري انتخابات داخلية قريبًا لانتخاب أعضاء المجلس الجديد في مدةٍ أقصاها ستة أشهر .

وأوضحوا في بيان لهم دوافع هذا القرار فقالوا:-

" قام المجلس بمراجعة قرار المشاركة في الانتخابات النيابية الذي كان يهدف إلى خدمة المصالح العليا للأردن، والمحافظة على بقية الأمل في قلوب الناس بوصول مجموعة صادقة من النواب إلى قبّة البرلمان للتعبير عن إرادة شرائح وقطاعات واسعة من أبناء شعبنا أمام سياسات الإقصاء والتهميش والتجويع التي تمارسها الحكومة، وفي مواجهة سياسات الإلحاق وحصار القوى المُقاوِمَة والحيّة التي تبنتها الحكومات المتلاحقة منذ بدء الهجمة الأمريكية على الإسلام والمسلمين، تحت مزاعم محاربة الإرهاب.

إلا أن المجلس لا بد أن يعترف بأنه لم يكن راجحاً لديه أن الحكومة وأجهزتها ستقوم بتزوير الانتخابات بهذا الحجم، رغم توقعه باحتمالية التزوير لصالح بعض المرشحين وفي دوائر معينة.

وبناء على إدراك المجلس لوجود خطأ في تقدير الموقف إزاء حجم التزوير الحكومي، وتعبيراً عن مشاركتنا للشعور العارم بالغضب إزاء السلوك الحكومي لدى قواعد الحركة الإسلامية؛ فقد قرر مجلس الشورى لجماعة الإخوان المسلمين حل نفسه استناداً إلى المادة 29/ب من القانون الأساسي للجماعة، وتكليف المكتب التنفيذي بقيادة الجماعة في المرحلة القادمة من أجل إجراء انتخابات جديدة لأعضاء المجلس في الشُّعَب المختلفة في أسرع وقت ممكن. "

جاء قرار مجلس شورى الإخوان بالأردن بحلِّ نفسه كشعاع نورٍ وسط تلك الظلمات التي تعيش فيها الشعوب العربية، فانبهر بهذا القرار القاصي والداني، واستشعر أفراد الصف الإخواني بالفخر والزهو، وزادت ثقتهم في جماعتهم ، في القيادة والصف والمنهج والأهداف والوسائل .

والله أكبر ولله الحمد



تحديث

بيان مجلس شورى الجماعة بالأردن

http://www.ikhwan-jor.com/modules.php?name=News&file=article&sid=1189