السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الكرام
كم اشتاقت قلوبنا إلى لقياكم
وكم تاقت عيوننا إلى رؤياكم
فرقتنا الانطحانات
وهانحن عدنا من جديد
لست أدري من أين أبدأ
لست أدري ماذا أقول
لكنني تعودت معكم أن أنقل لكم مكنونات نفسي
ما أهمني وأكربني
وما أسعدني وأفرحني
تابعنا جميعا " تطبيخ" انتخابات مجلس الشورى
شاهدنا تجاوزاته
أحببت أن أنقل لكم ماحدث معي خلال اليوم من أوله إلى آخره
خرجت لصلاة الفجر
أدعوا أن يتم الله اليوم على خيروأن ييسر لنا السبيل
تذكرت كلمات الإمام البنا عليه رحمة الله
"أحب أن أصارحكم، إن دعوتكم لا زالت مجهولة عند كثير من الناس،ويوم يعرفونها ويدركون مراميها وأهدافها ستلقى
منهم خصومة شديدة وعداوة قاسية،وستجدون أمامكم الكثير من المشقات و سيعترضكم كثير من العقبات، وفي هذا الوقت
وحده تكونون قد بدأتم تسلكون سبيل أصحاب الدعوات، أما الآن فلا زلتم مجهولين ولا زلتم تمهدون للدعوة وتستعدون لما تتطلبه من كفاح وجهاد سيقف جهل الشعب بحقيقة الإسلام عقبة في طريقكم، وستجدون من أهل التدين ومن العلماء الرسميين من يستغرب فهمكم للإسلام وينكر عليكم جهادكم في سبيله، وسيحقد عليكم الرؤساء والزعماء وذوو الجاه والسلطان،وستقف في وجهكم كل الحكومات على السواء، وستحاول كل حكومة أن تحد من نشاطكم وأن تضع العراقيل في طريقكم ""وسيتذرع الغاصبون بكل طريق لمناهضتكم وإطفاء نور دعوتكم وسيستعينون من أجل ذلك بالحكومات الضعيفة، والأخلاق الضعيفة، والأيدي الممتدة إليهم بالسؤال، وعليكم بالإساءة والعدوان،ويثير الجميع حول دعوتكم غبار الشبهات وظلم الاتهامات،وسيحاولون أن يلصقوا بها كل نقيصة وأن يظهروها للناس في أبشع صورة، معتمدين على قوتهم وسلطانهم، ومعتدين بأموالهم ونفوذهم " يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون" [التوبة32]."" وستدخلون بذلك ولا شك في دور التجربة والامتحان، فتسجنون وتعتقلون وتقتلون وتشردون، وتصادر مصالحكم وتعطل أعمالكم وتفتشبيوتكم، وقد يطول بكم مدى هذا الامتحان "أحسب الناس أن يتركوا أن يقولواآمنا وهم لا يُفتنون " [العنكبوت20].. ولكن الله وعدكم من بعد ذلك كله نصرةالمجاهدين ومثوبة العاملين المحسنين " يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم" [الصف10] ...." فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين" [الصف14].
فهل أنتم مصرون على أن تكونوا أنصار الله؟"
جددت العهد وعزمت النية
وانطلقت إلى مسجدي ملبيا نداء ربي
حي على الصلاة
حي على الفلاح
تذكرت أنه من خان حي على الصلاة يخون حي على الجهاد
فدعوت ربي أن يذهب الغمة عن هذه الأمة وأن يردها إليه ردا جميلا
أقيمت الصلاة وانتظمنا
فإذا بالإمام يتلو قول الحق
"مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا "
آيات يقشعر لها البدن
وما أن انتهينا من الصلاة وأذكارها
حتى نهضت لأقابل إخواني وصحبي
جلسنا لمدة ساعة
نستذكر فيها معية الله عز وجل
تذكرنا غزوة الأحزاب والخندق
تذكرنا معاذ ومعوذ
تذكرنا موقف أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها في الهجرة
كانت كلمات لها وقع على القلب في موقف عصيب كالذي نحياها
استنفرت الهمم وألانت القلوب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبدأت اللجنة
توقعنا تجاوزات صارخة كما حدث في انتخابات الشعب
وكانت أولى البشريات
طرد كافة مندوبي اللجان
بحجة أنه لابد من ختم التوكيلات من مركز الشرطة
ذهب المندوبين برفقة المحامين إلى المركز
فوجدوا مماطلات
إلى ان قال أحد الضباط مصرحا بأنهم ليس لديهم الوقت لتلك التفاهات على حد قوله
وعادوا فاقدي الأمل في المراقبة
إلا أن ذلك كان حافزا لنا كي نبذل قصارى جهدنا لإحضار الناس
واستمر التوافد بصورةعالية حتى الواحدة ظهرا
رأيت الإحصائية فوجدت أنه قد دخل 135 فردا
منهم 115 صوت لمرشح الإخوان
حقيقة وقتها لم أستطع تحديد موقف قلبي
أأفرح حينها أم أحذر من ردة فعلهم
وكان ما كان متوقعا
مع آذان الظهرأغلقت الأبواب
بحجة صلاة الظهر
فدعوت الله أن يكونوا حقا يصلون لله عسى أن يتذكروا أن الله عليهم رقيبا
انتهينا من الصلاة وعدنا مرة أخرى
وما زالت الأبواب موصدة مغلقة
وكان المبرر أنه وقت الغذاء
رأينا أعضاء الحزب
قد حملوا المأكولات إليهم والمشروبات
استمر الوضع على مدار الساعة بحجة الغداء
صعدت ومعي أخ كريم إلى أحد البيوت المجاورة
دخلت الشرفة فوجدت أحدهم نظر إلى وترك ما كان بيده
لم أنظر إليه
ومثلت أنني أنظر إلى الشارع من الشرفة
لكنه استمر في التحديق بي
كنت أنوي التصويرإلا أن ظابط أمن الدولة طلب إغلاق كل الشبابيك و"البلاكونات"
فنزلت خائب الرجى في تصويرهم وفضحهم
بعد نصف الساعة دخل أحد الأشخاص للتصويت
ويدعى الحاج شاكر
خمس دقائق مرت
وإذا به يخرج هائجا
أمسك بي فكنت أول من رآه
وقال لي بنفس النص
" انتوا قاعدين هنا تدخلوا الناس وولاد ال... بيطبخوها جوه"
حاولت أن أمتص غضبه وٍسألته ماذاحدث
فذكر لي أنه دخل اللجنة فوجد ثلاثة يجلسون
موظفان وظابط
أحدهم يسود البطاقات والآخر يطبقها ويضعها في الصندوق
يقول _ وببساطته المعهودة_ فكرت أنهم يسودونها لل "فأس"
وهو رمز مرشح الإخوان الحاج عبد المحسن قمحاوي
إلا أنه عندما اقترب منهم وجدهم يصوتون للجمل_رمز الحزب الأشهر_
فخرج متضجرا
أخذه أحد الإخوة بعدما ارتفع صوته
وكاد أن يضربني لشدة حميته
مطالبا بعمل مظاهرة أو أي من هذا القبيل
إحساس جميل رأيناه
فدمعت أعيننا
خرج علينا الظابط وأمرنا بالابتعاد عن مقر اللجنة
ابتعد البعض
ووقف البعض الآخر
بحجة البحث عن الأسماء في الكشوف
فلم نستطع أن نحضر أجهزة الكمبيوتر للبحث عليها
خشية مصادرتها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
امرأة يزيد عمرها عن الستين خريفا
أتت طالبة رقم مسلسلها وقيدها
أخذته وانتظرت السماح لها بالدخول
جلست على السلم
ومرت نصف الساعة ولا جد
ساعة إلا الربع ولاجديد
وحينما مرت ساعة
قامت غاضبة وخبطت الباب بيدها
فرد أحد من كان بداخله
انتي في لجنة ايه يا حاجه؟؟؟
ردت قائلة بسخرية أنا في لجنة العفريت
فقال لا يا حاجه ... لجنةالعفريت قفلت من زمان مافيش غير لجنة الجن
فردت غاضبة "جن لما يركبك"
افتح الباب ياله بدل ما أكسروا
يا ولاد ال... سرقتوا البلد
وزورتوا الانتخابات
وسجنتوا الإخوان اللي جزمتهم برقبتكم
حقيقة لم أستطع أن أرى الموقف بعد تلك الكلمات
فانسحبت بعيدا
إلا أن صوتها مازال يدوي في أذني
فيلهب الحمية في قلبي
حقا إن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر
وللأسف
انصرفت دون أن تدلي بصوتها
فحسبنا الله ونعم الوكيل
ولم تكن الوحيدة في تلك السن المتقدمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلا أنسى منظر الشيخ الهرم الذي تجاوز التسعين
أعرفه جيدا
فهو رجل عنيد
ليس في الإخوان حتى لا يظن ظان ذلك
أتى راكبا "توك توك" ومعه ابن ابنه يسنده
هرعت إليه لأسنده
وأعطيه كرسي أتيت له به لأجلسه
جلس مايزيد عن الساعه وهو مصمم على الدخول
ما بين الحين والآخر يصرخ فيهم أن افتحوا الباب
لكن أنّى لك هذا
إذا كان صوت المرأة العجوز لم يؤثر
فهل يؤثر صوت الشيخ الهرم؟؟؟
وانصرف باكيا داعيا الله عليهم
وقال أشهدك ياربي أني قد قلت كلمتي فيهم
وأنا برئ مما يعملون
اللهم اكتبها في ميزان حسنات الجميع
واجزهم خيرا الجزاء يا رب العالمين
وذلك الرجل الذي أتى بزوجه وزوجة أخيه وأخته
وطلب أرقام القيد والمسلسل
ثم سألني
بتوع الإسلام هو الحل نازلين بشعار ايه
قلت له الفاس يا حاج
قال لي أيوه كده حاجه مننا وهما مننا
وأختار مين تاني
قلت له لا يا حاج هو واحد بس مش اتنين زي الشعب
الحمد لله استطاعوا الدخول
وخرجوا سريعا
ولكن أبوا أن يتموا اليوم كما هو
فاخذوا مني الموبايل بحجة أنني كنت أقوم بالتصوير
والحمد لله أعادوه لي بعد فترة قصيرة
كنت حينها استعرت موبايل أحد الإخوة
وجاءت الأخبار من البلاد المجاورة
"قرية بهوت"
هي بلد مرشح الوطني
كانت أشد البلاد اشتعالا في الدائرة الرابعة لمحافظة الدقهلية
في الصباح الباكراعتقل أربع من الإخوان
وجاءت البشرى بإخلاء سبيلهم بعد ساعات أربع
إلا أنهم ما لبثوا أن سحبوا مننا الفرحة والاطمئنان على إخواننا
فقاموا بضرب اثنين آخرين
وأخذوهما إلى منطقة غير معلومة
مرشح الوطني استأجر بلطجيته ورفعوا الشوم على الإخوان ومؤيديهم
فحسبنا الله ونعم الوكيل في كل من تجبر وظلم
الجدير بالذكرأن مرشح الوطني
فاروق البيلي
قد ترشح في الانتخابات أربع مرات سابقة
منها مرة مستقلا
وثلاثة تحت اسم الحزب
وهو من ضرب رقما قياسيا في مرات السقوط تحت راية الحزب
آخرها في مجلس الشعب الماضي
فكان الفرح له بالدخول للمجلس
أسأل الله ألا يتكرر نموذج ممدوح اسماعيل مرة أخرى مستغلا حصانة الشورى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلا أن مدينة طلخا كانت أقل شغبا في تلك الأثناء
بالرغم من وجود تزوير منظم
ودخول عضو مجلس الشعب عن الوطني مسعد لطفي
وتسويد البطاقات بنفسه
وما نما إلى سمعي أنه دخل طفل ابن 14 عاما وأدلى بصوته
لست أدري كيف ذلك
إلا أنني أتوقع أكثر من ذلك
أحد معارفي من مدينة نبروه قال مازحا
أنا دخلت حطيت صوتي بكارت ميناتل لاني ما كانش معايا بطاقه
والسبب في ذلك
عبد الناصر أبو ميرة عضو مجلس الشعب الذي دخل مستقلا ثم ما لبث أن انضم للحزب
أجر ثلاثة "ميكروباصات" وملأها بالبلطجية لتعطيل دخول مؤيدي الإخوان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت
ما أثار حفيظتي حقا
هو ابن عمي
عمي غير الشقيق
كان مندوبا لمرشح الحزب إلا أنه لم يمكث في لجنته
بل وقف عند الباب
وكلما دخل أحد الفلاحين قال له أن يرشح الجمل
ومن لم يستجب له
قال له خلاص خد الجمل والفاس
حتى يبطل الصوت
وللعلم بطل حوالي 5 أصوات في لجنتي بتلك الطريقه
إلا أن أحدا لم يستجب لقوله ويرشح مرشح الوطني فحسب
حتى دخلت لأدلي بصوتي وطلبت منه التوقف عن ذلك
فتراجع قليلا
__________________________________________________
أفكار كثيرة تراودني
وأحداث قديمة حديثة تحضرني
تذكرت كبراء العرب حينما اجتمعوا في دار الندوة
اتفقوا على مقتل المصطفى عليه الصلاة والسلام
تفننوا
وتدخل الشيطان
أوجدوا طرقا جديدة للإجرام
وكأن التاريخ يعيد نفسه بتصرف
ابتكروا طرقا عديدة زينها لهم الشيطان
وأخشى أن أظلم إبليس معهم
فأدعي أن شياطين الإنس أشد ضلالا وإفكا
أتوا بشخص ملتح وأجلسوه على كرسي وأمامه منضده
وضع عليها " لاب توب" في محافظة المنوفية
وراقبوا الموقف
الناس أبدوا تعاطفا مع الإخوان شديد
فالكل يذهب إليهم ليستخرج رقم قيده ومسلسله ولجنته
وبالتالي فكل من سولت له نفسه وتوجه إلى الشخص ذو اللحية فهو مؤيد للإخوان
احتجزوا الكثيرين بتلك الطريقة ومنعوا الآخرين من التصويت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مر الوقت طويلا مريرا
نحن نقف أما اللجان لا نجد طريقة للدخول للتصويت
يأتي الناس ويعودون وكما يقال
رجعوا بخفي حنين
دون تصويت
منهم الكبير والمريض ومنهم النساء
وإذا بالساعة تعلن السابعة من مساء اليوم
خرجت الصناديق
ويا للعجب
كل منها به ما يقرب من 200 صوت
كيف ولم يدخل إلا 135 فرداهذا ما الله به عليم
أحاول أن أكون ساذجا كي أنكر ما يعرف الجميع من تزوير ولا أواجه نفسي به
ركبنا سياراتنا وانطلقنا خلف سيارات الصناديق
ويا أسفى على سائقيها
سحبت رخصهم قبل الانتخاب بيوم
وأتوا رغم أنفهم للعمل بنظام" السخرة" _بضم السين_ أي بلا أجر
عوضهم الله خيرا
دخلوا في طريق غير المعتاد
إلا أننا تبعناهم
ونحمد الله أن وصلنا بخير إلى مقر لجنة الفرز باستاد نادي سماد طلخا
وإذا بالوفود تهل حاملة الصناديق المليئة بالزور والزيف
وسمعنا صوت الآذان
ياله من صوت أنار الطريق لقلوب ظمئى للحرية وأمل الهداية
إنه آذان المغرب
وقت إفطار الصائم واستجابة دعائه
كان السواد الأعظم من الإخوان قد صاموا اليوم رغم التعب والإجهاد
تقبل الله منهم صيامهم وجهدهم
دعا كل منا في سره بما فتح الله عليه
وكان وقت الصلاة
استفتح الإمام بالفاتحة ثم تلاها بآيات من سورة إبراهيم
يقشعر لها القلب السليم والبدن الحلال مأكله
"وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ*
مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء*
وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ*
وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ*
وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ*
فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ*
يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ*
وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ*
سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ*
لِيَجْزِي اللّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ*
هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ"
وكأن الله طمس على قلوبهم فلم يعوا ما قرأ على أذانهم
وظلموا كما بيتوا النية
وزورا وزيفوا كما خططوا الأمر
انتهينا من الصلاة وخرجنا خارج المسجد
وكان وقت الإفطار
وكما يقال
رب صدفة خير من ألف ميعاد
وقد كان
أحسسنا أننا في إفطار شبه جماعي
افترشنا الأرض والتحفنا السماء وأكلنا بحمد الله
ومازالت الوفود تأتي بالصناديق مزيفة المحتوى
فجأة وبدون مقدمات وجدنا الطبل قد بدأ
معلنا هتافاته للجمل ولحزبه
ويقولون وبكل سخافة
"قاعدين ليه ما تقوموا تروحوا"
حينها رد الإخوان بهتافهم أن حسبنا الله ونعم الوكيل
ازدادوا طبلا وصريخا
إلا أنني أحسست أن كلمة الله وحزبه هي العليا
كان صوت الحسبنة أعلى من الرعد
وكان صوت التكبير والتهليل والحمد أعلى من صوت المدافع
فاضطر ظباط أمن الدولة لإيقافهم
ذهبت لأتجول في الساحة كي أرى الأحوال
وجدت سيارات فخمة الأنواع مجهزة لحفل كبير
ووجدت سيارات النقل تحمل مكبرات الصوت وماكينة الكهرباء
أحببت أن أتأكد مما جال في خاطري
فذهبت لطفل يجلس على سيارة السماعات
وسألته
"انت من "بهوت" يا كابتن"
_ بلد المرشح_
قال لي أيوه
انت تعرفني
قلتله أنا من بلد جنبكم
وانصرفت حزينا على مستقبل أمة يهدم
وإرادة شعب تنتهك
تقدمت في السير
فإذا بي أجد بعضا قد جهز من الطبول الكثير
ويشربون سجائر أشك في كونها خالية من كميات البانجو
وعدت أجلس بين إخواني
علّني أجد فيهم ملاذا لي وسط تلك الغابة
لمح أخ علىّ عزيز الحزن في عيني
فقال لي
" احنا كسبنا من قبل ما تعلن النتيجه"
تذكرنا أن الانتخابات بكل ما تحمله وسائل لا غايات
تذكرنا أنه إن كانت دولة الظلم ساعة
فدولة الحق إلى قيام الساعة
وهأنذا أرى الأستاذ محمد عبد الباقي _ عضو مجلس الشعب _ يأتي ومعه الحاج عبد المحسن قمحاوي _ مرشح الشورى والعضو الشرعي للدائرة_
قابلونا بابتسامة رائعة سحرتنا
حتى أنه خيل لنا حقا أن الفوز كان حليفنا
وفي تلك الأثناء
ارتفع صوت الآذان
خرج الحاج عبد المحسن لصلاة العشاء وقابله بالترحاب الحاج محمد وأتيا علينا للدخول للمسجد
انتظرت الإمام بفارغ الصبر
أحسست أنني أحتاج إلى جرعة أخرى من نور القرآن
صوته وهو يرتل قرآن المغرب مازال يتردد في أذني
وقد كان
قرأ من سورة العنكبوت ما قرأ
الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ * أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاء مَا يَحْكُمُونَ * مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ * وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ *
وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ * وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاء نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ
أحسست حينها أن تلك الآيات نزلت لنا
تثبيت من الله
وتلطيف لما في الصدور
ثم ما لبث أن رتل من الآيات قصة نوح عليه السلام
فتذكرت ما ذكر الإمام البنا
وكأنه كان يسمع ما نسمع من آي القرآن
وفي هذا الوقت وحده تكونون قد بدأتم تسلكون سبيل أصحاب الدعوات
وانتهت الصلاة وأذكارها وصلاة سنتها
نسأل الله أن يتقبلها خالصة لوجهه الكريم
وهأنذا أرى الحاج عبد المحسن يجول في صفوف المصلين يصافحهم ويقبلهم
يبث في روحهم الأمل بأن نصر الله لآت
يالها من لحظات قضيتها معه ويدي تصافح يده وخدي يلامس خده
ارتميت في حضنه وقلت له
جزاكم الله عنا خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك
أذكر بسمته تلك التي ودعني بها
ودخل لجنة الفرز بعد أن ودع جموع المصلين
انتظرنا ساعة تلتها ساعة وساعة
حتى خرج علينا رافعا يده بعلامة النصر
هللنا وهتفنا
إحساس حقيقي بالنصر
رغم تأكدنا من تزوير النتائج
وفجأة سمعنا الطبل والرقص قد بدأ من جديد هاتفين " قاعدين ليه ما تقوموا تروحوا"
فهتفنا أن حسبنا الله ونعم الوكيل
وبأن الإسلام هو الحل
وكانت الصدمة
وجدنا أنصار الحزب بدأو في تشغيل مكبرات الصوت هاتفين مكبرين
الله أكبر
الله أكبر
الله أكبر
من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه
وهاهو فاروق البيلي فعلها
واكتسح الجميع بنزاهة وشرف
فهتفنا أن حسبنا الله ونعم الوكيل
رأينا بعضا من الشباب ثارت الحمية في قلوبهم وتوجهوا تجاههم للاشتباك
إلا أن الإخوة فطنوا ذلك سريعا
وأمروا بالابتعاد ووجود فاصل
وقد كان التنفيذ الفوري للأمر
هللنا
الله أكبر ولله الحمد
وهتفنا بأن الإسلام هو الحل
حتى ارتفع الصوت فوق صوت المكبرات
يالها من فرحة أحسسنا بها حين ذلك
فقد حققنا ما نريد من أهداف
وفجأة رأيت الحاج عبد المحسن يشير بيده فصمتنا
وكانت كلماته العذبة التي أذالت الهم عن قلوبنا
وأنستنا ضجرا كان يعترينا
وهما وحزنا كان يسيطر علينا جراء التزوير
حمد الله وأثنى عليه
وصلى وسلم على الحبيب محمد
ثم نهض قائلا
لقد نبهنا الكثيرون من إخواننا وأحبائنا وأصدقائنا من بني جلدتنا بعدم أهمية الدخول وخوض التجربة
لأنها محسومة منذ البداية
إلا اننا كنا نحمل فكرا
إنها المعذرة نقدمها إلى الله
عسى الله أن يتقبل منا
وهاهي كلمة حق تقال عند سلطان جائر
تجبر وطغى
ونسي أنه لا يفلح الله كيد الظالمين
الله أكبر ولله الحمد
لم يستطيعوا أن ينافسوننا منافسة شريفة
لأنه نظام فقد شرعيته
فقد آلياته ومقوماته
اللهم ول أمورنا خيارنا
ولا تولها يارب من لا يخافك ولا يرحمنا
ارتفع التهليل والتكبير والحمد
الله أكبر ولله الحمد
وأن زحف الإسلام قادم
كانت فرحة ليس لها مثيل
وجب أن نشكر الله عليها
فالحمد لله
وكانت فترة الدعاء
التي أبكت العيون
واقشعرت لها الأبدان
وخشعت لها الجنان
اللهم اعف عن تقصيرنا
اللهم اعف عن تقصيرنا
اللهم تجاوز عن خطايانا
اللهم عاملنا بعفوك وكرمك
ولا تعاملنا بعدلك يا أرحم الرحمين
اللهم عاملنا بما أنت أهله فنسعد
ولا تعاملنا بما نحن أهله فنهلك
اللهم آمين
مفاجأة لم أصدقها في البداية
فرق في الأصوات بلغ 100.000 صوت
فحسبنا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله في كل من ظلم وتجبر
حسبنا الله في كل من تسلط وظلم
حسبنا الله في كل من زور وزيف
حفظ الله لنا مصرنا
وجعلها بلدا للامن وللأمان
وواحة للدين
وعدلا في الحكم
ورخاء في الحال
واستقرارا ونماء في الاقتصاد
أعتذر للإطالة
لكنها ذكريات أحببت أن أشارككم إياها
دمتم بكل ود أخوة الخير
أسألكم الدعاء............ البوسطجي 2